الاستاذ يوسف كريتة Admin
عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 08/10/2009 الموقع : www.kerata.mathsboard.com
| موضوع: وفاة الجوجري..عبرة لأبواق الظلم! الإثنين 16 يوليو 2012, 1:43 am | |
| وفاة الجوجري..عبرة لأبواق الظلم!
بقلم / د.حماه الله ولد السالم - كاتب موريتاني :
ليس في الموت شماتة، لأن الموت نهاية كل حي، ولكن الميتات تختلف باختلاف أصحابها ونهاياتهم وفي ذلك عبرة لأولي الأبصار.
قبل أمس توفي الصحفي المصري والسياسي الناصري عادل الجوجري بجلطة دماغية وهو على الهواء مباشرة في قناة الحدث المصرية حين كان يدافع عن نظام الأسد ويبرر جرائمه في حلقة حوارية كان خصمه فيها العميد حسام الدين العواد من الجيش السوري الحر.
في قمة السجال وضع الجوجري يده على رأسه ثم سقط على المائدة ولفظ أنفاسه مباشرة.
تابعتُ الراحل ـ عفى الله عنه ـ عشرات المرات وهو ينافح عن النظام السوري الدموي، تارة من على شاشة النظام نفسه وتارة من منابر إعلامية أخرى.
هذه النهاية المخيفة والمفاجئة لها عدة معان ومنها عبر مختلفة، ولا يمكن فصل تلك المعاني والعبر عن بعضها البعض.
لقد اختار القدر لحكمة يعلمها هذه النهاية المؤلمة لهذا الكاتب والسياسي، لكن المفجع أن ينتهي بموت مُجْهز ومفاجئ وهو في الجانب الخطأ، يدافع عن نظام مُنتهٍ وعصابة مجرمة تلفّعت عقودا بشعارات كاذبة خاطئة منافقة اتضح زيفها وانتقائيتها.
ولعلها رسالة إللاهية إلى أمثاله من أبواق الظلم والرداءة السياسية والفكرية قد تُكفْكِفْ بعضهم عن مِهْيع الغيّ وسُبل الغواية والسوء.
لقد كان الأولى بالكاتب الراحل أن يدعو القوميين، الذين ينطق باسمهم، إلى الالتحام بالثورات الشعبية ودعمها والعناية بها، بدلا من تشويهها والتخويف منها وتصويرها مؤامرة أجنبية ودولية وصهيونية وإمبرالية. إلى آخر الأسطوانة المشروخة التي لم تعد تقنع أحدا.
ولم يقل منصف أن الثورات العربية فعل لا تاريخي، بل هي جزء من التاريخ من فعل الإنسان العربي الحر الذي انتفض في لحظة رهيبة من لحظات القدر الغالب القوي، لينهي قرنا من الفساد والظلم واللاسلْم واللاحرب والبيع وبالجملة والتقسيط لحقوق الشعوب وكرامتها تحت يافطات وسخة تنادي بالحرب ضد العدو والدفاع عن الأمة والعروبة.
ليس الدفاع عن العروبة والقومية العربية عيبا ولا خطأ، بل هو موقف طبيعي ما لم يناقض حقيقة ويلغي حقًّا ويُجانب صوابًا.
ونحن العرب أمة كريمة ولها الحق في بناء مشروعها الديمقراطي الوحدوي لكن خارج حكم الطغيان والفردية والفرْعنة.
قطعا هناك أقلام قومية بارزة انحازت للإنسان العربي ووجهت بوصلتها الوجهة الصحيحة حيث حقوق الشعوب وكرامتها ومصالحها.
وكان الأولى بالنخبة العروبية والقومية أن تلتحق بركب الثورات لتحْدث القطيعة الفعلية مع تحالفات مشينة وتجارب مريرة مع أنظمة بوليسية ظالمة ومتسلطة، وحتى إذا ساندت تلك الأنظمة في مواقف بعينها، وضد ما يفترض أنه عدوان أجنبي، حقيقي أو مصطنع، فليس من المنطق في شيء التشبث ببقايا الأنظمة العسكرية الاستبدادية التي باعت كل شيء ومنه القومية والعروبة والعرب وفلسطين "من النهر إلى البحر" وبطشت بكل ما هو عقلاني ووطني وإنساني في أوطانها وتبين نفاقها وعلاقاتها الخفية والزبونية مع الغرب الذي ظلت تلعنه أحقابا.
لقد وُصم الفكر القومي بنعوت قادحة بعضها ظالم قطعا، واتهم كبار القوميين بتبرير سياسات القمع التي قام بها الحكام في بعض الأقطار العربية، لكن الاستثناءات العديدة تدل على وجود روح قومية رافضة لحكم الفرد وتسلطه على الأمة تحت شعارات القومية والعروبة، وها هو نظام الأسد المنتهي يقوم باختطاف المفكر البعثي المؤسس شبلي العيسمي ولم يحترم تاريخه الفكري ولا سنّه وقد بلغ الثمانين من عمره، لا لشيء إلا لرفضه سياسات بشار الظالمة والطائفية.
وهي حادثة مؤلمة ودالة في الآن نفسه، على أن الأنظمة الاستبدادية لا تقبل الرأي المخالف حتى من رموز الفكر الذي تتلفع به، وأن القوميين فيهم بقية كرامة وشيء من التقوى ما انحازوا إلى الأهل والحقوق والكرامة وتبينوا حقيقة ما كان لها أن تغيب عن أذهانهم وهي أنه لا قومية ولا عروبة تعلوا مطالب الشعوب العربية في العدل والكرامة والنماء والحرية
منقول من جريدة الراية
تعقيب.. لعل هذا الحدث الجلل يلقي آذانا صاغية وقلوبا واعية من أبواق نظام مبارك من الاعلاميين المصريين الذين لا يتورعون عن الكذب والنفاق ليل نهار فليأخذوا من هذا الاعلامي العبرة والعظة وليعودوا لصوابهم ويتذكروا أنهم ميتون لا محالة وسيرجعون إلي الله ويسئلون ساعتها لن ينفع الندم . | |
|