فاز الدكتور محمد مرسي عيسى العياط برئاسة مصر في أول انتخابات بعد بعد ثورة 25 يناير، وأعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في أول انتخابات رئاسية مصرية بعد الرئيس السابق لمصر محمد حسني مبارك.
وقال فاروق سلطان إن مرسي فاز بنسبة 51,73% على منافسه آخر رئيس وزراء لمبارك أحمد شفيق.
وأكد سلطان في مؤتمر صحفي أن نسبة المشاركة بلغت 51,8% موضحا أن 26 مليونا 420 ألفا و763 ناخبا شاركوا في الانتخابات من إجمالي عدد الناخبين المقيدين البالغ 50 مليونا و958 ألفا و794 ناخبا.
وفور إعلان فوز مرسي انفجرت الفرحة في ميدان التحرير حيث يتجمع الآلاف من أنصار محمد مرسي منذ عدة أيام بانتظار إعلان النتيجة رسميا وأخذوا يرقصون في حلقات ويهتفون احتفالا بالفوز.
وقال رئيس لجنة الانتخابات إن مرسي حصل على 13 مليونا و230 ألفا 131 صوتا بينما حصل شفيق على 12 مليونا و347 ألفا و380 صوتا.
وأجريت أول انتخابات رئاسية منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 على جولتين في 23 و24 مايو الماضي وفي 16 و17 يونيو الجاري.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت بعد ساعات من انتهاء الجولة الثانية للانتخابات فوز مرشحها، إلا أن حملة شفيق شككت في النتائج.
ويعتصم الآلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميدان التحرير في القاهرة منذ الثلاثاء الماضي للمطالبة بإعلان فوز مرسي رسميا وللاحتجاج على حل مجلس الشعب الذي كان الإسلاميون يهيمنون عليه وعلى إصدار المجلس العسكري إعلانا دستوريا مكملا استعاد بموجبه سلطة التشريع كما منح لنفسه صلاحيات واسعة مما يحد من سلطات رئيس الجمهورية.
إلا أن الرئيس المنتخب يملك رغم ذلك، وفقا للإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011، سلطة تعيين رئيس الوزراء والوزراء.
ويأتي إعلان فوز مرسي بعد عدة أيام من التوتر في مصر خشية وقوع مصادمات في البلاد في حالة عدم إعلان فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين بالرئاسة.
من جهة أخرى هنأ المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري محمد مرسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية.
وكان المجلس العسكري الذي تولى السلطة في مصر فور إسقاط مبارك أعلن أنه سيتم تنظيم احتفالية في 30 يونيو الجاري لتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب.
حياة محمد مرسي:
ولد محمد مرسي في 20 أغسطس 1951 في قرية العدوة، مركز ههيا بمحافظة الشرقية. نشأ في قريته وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربة منزل وهو الابن الأكبر لهما وهما متوفيان الآن وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة، تفوق عبر مرحلة التعليم في مدارس محافظة الشرقية، انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية وعمل معيدا ثم خدم بالجيش المصري (1975 - 1976) كجندي بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة، تزوج في 30 نوفمبر 1978 ورزق بـ 5 من الأولاد (أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله) وله 3 أحفاد.
الدراسة والوظائف:
حصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978.
كما حصل على منحة دراسية من بروفيسور كروجر من جامعة جنوب كاليفورنيا لتفوقه الدراسي، وعلى ماجستير ودكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 في حماية محركات مركبات الفضاء.
عمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسا مساعدا بجامعة جنوب كاليفورنيا وأستاذا مساعدا في جامعة كاليفورنيا، نورث ردج في الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 1982 -1985، وأستاذا ورئيسا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة - جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010.
كما قام بالتدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة كاليفورنيا، نورث ردج و جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس وجامعة القاهرة وجامعة الزقازيق وجامعة الفاتح في طرابلس في ليبيا.
له عشرات الأبحاث في "معالجة أسطح المعادن"، وانتخب عضوًا بنادي هيئة التدريس بجامعة الزقازيق.
العمل السياسي:
وقد اختير الدكتور مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.
انتمى للإخوان المسلمين فكرا عام 1977 وتنظيميا أواخر عام 1979 وعمل عضوا بالقسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأته عام 1992.
ترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، وانتخابات 2000 ونجح فيها وانتخب عضوا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان. وفى انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه. كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب.
شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع الدكتور عزيز صدقي عام 2004، كما شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع الدكتور محمد البرادعي عام 2010، كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبا وتيارا سياسيا 2011.
انتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة بجانب انتخاب عصام العريان نائبا له ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب .
ترشحه للرئاسة:
بعد أن دفع حزب الحرية والعدالة بالاتفاق مع جماعة الإخوان بخيرت الشاطر مرشحًا لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، قرر الحزب في 7 إبريل 2012 الدفع بمرسي مرشحًا احتياطيًّا للشاطر كإجراء احترازي خوفًا من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر.
وقررت لجنة الانتخابات الرئاسية بالفعل استبعاد الشاطر وتسعة مرشحين آخرين في 17 أبريل. ومن ثم قررت جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي المتمثل في حزب الحرية والعدالة، الدفع بمحمد مرسي، الذي قبلت اللجنة أوراقه، مرشحًا للجماعة
منقول " جريدة الدستور "